البلاغة :
البلاغة لغة : الوصول ، يقال : بلغ المكان أي وصل إليه ، أو شارف عليه والبلاغة في الاصطلاح :حسن البيان ، وقوة التأثير ، ومطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.
وبَلُغ الرجل بلاغة :صار فصيحاً ، وحَسُن بيانه ومنطقه ، فهو بليغ و الجمع بلغاء(2).
وعلوم البلاغة ثلاثة :
1- علم المعاني : وهو علم يبحث في أداة الكلام بصورة توافق حال السامعين ، وتناسب المقام الذي يقال فيه.
2- علم البيان : هو العلم الذي يبحث في التعبير عن المعنى الواحد بأساليب عدة وصور مختلفة.
3- علم البديع : هو علم يبحث في وجوه تزيين الألفاظ أو المعاني أو تحسينها .
ويقسم الكلام في العربية إلى كلام خبري وآخر إنشائي .
الكلام الخبري
1- الكلام الخبري : هو الكلام الذي يحتمل مضمونه الصدق و الكذب ، ويصح أن تقول لصاحبه : كاذب أو صادق.
كأن يخبرك صاحبك عن رجل بأنه كريم أو بخيل ، فيحتمل هذا الكلام أن يوصف بالصدق أو الكذب.
2- الكلام الإنشائي : هو الكلام الذي لا يحتمل معناه الصدق أو الكذب . فلو قلت لصاحبك وأنت تقف أمام البحر عند الغروب : « ما أجمل منظر الشمس عند الغروب » ، فهذا الكلام لا يحتمل مضمونه أن يوصف بالصدق أو الكذب.
______________________________________________________________________
أغراض الخبر :
1- إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الخبر ، كأن تخبره بأن (الكتاب) في النحو لسيبويه ، وأن (الخليل بن أحمد) واضع علم العروض ، والأرض كروية .... ويسمى هذا الغرض (فائدة الخبر)
2- إفادة المخاطب العالم بالحكم أن المتكلم عالم به أيضاً ، كأن تقول للمخاطب « أراك متعباً ، أو مريضاً ، أو أرى أنك مسرور » والغرض من ذلك أن تخبره بأنك على علم في حاله ، ويسمىَّ ذلك : بلازم الفائدة وقد يخرج الخبر إلى أغراض أخرى منها :
1- الاسترحام :كقوله تعالى على لسان زكريا عليه السلام : « ربِّ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً » [مريم :4]، فزكريا عليه السلام لايتكلم من باب الإخبار الذي مرَّ معنا وإنما يسترحم الله تعالى.
2- التحسر : هو أن يتحسر المتكلم على شيء محبوب ، كقول الشاعر : [الكامل]
ذَهَبَ الشَّبابُ فَمالَهُ مِنْ عَودَةٍ وأتى المشيبُ فأَيْنَ منه الَمهْرَبُ
3- الفخر : كقول عمرو بن كلثوم : [الوافر]
إذا بَلَغَ الفِطَامَ لنا صبيُّ تخرُّ لَهُ الجَبابِرُ سَاجدينا
4- الإرشاد والنصح ، كقول الشاعر [الطويل]
إذا كُنْتَ في كلِّ الأمورِ مُعاتباً صَدِيقَكَ لم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُه.
5- المدح : كقول الشاعر : [الطويل]
فإنَّكَ شَمْسٌ والملوكُ كَواكِبٌ إذا طَلَعَتْ لم يَبْدُ مِنْهنَّ كَوْكََبُ
أضرب الخبر :
1- الخبر الابتدائي : وهو ما يلقى إلى السامع ، وهو خالي الذهن منه ، ولايتردَّدُ في قبوله ، وهذا لايحتاج إلى مؤكد من المؤكدات ، كأن تقول له « الحياء لا يأتي إلا بخير » « و الكرم زين ، والبخل شين ... »
2- الخبر الطلبي : وهذا يلقى عندما يكون المخاطب متردداً في قبول الحكم ، شاكاً في مدلوله طالباً التثبت من صدقه وهذا يحتاج إلى مؤكد من المؤكدات كما في قوله تعالى على لسان عيسى بن مريم : قال : « إني عبد الله » [مريم : 30] ، وقوله الرسول صلى الله عليه وسلم لما جمع قريش : وقال لهم : « إني رسول الله إليكم »
3- الإنكاري : وهذا الضرب من الإخبار يكون إذا كان المخاطب جامداً وذلك كقوله تعالى :« إن هذا لهو القصص الحق » [آل عمران : 62] فاستعمل القرآن الكريم (إنَّ) المؤكدة ، واللام مع ضمير الفصل ، لأنه يخاطب كفاراً منكرين للكتاب. وقوله أيضاً : «فوربِّ السماء والأرض إنَّه لحقٌّ مِثْلَ ما أنَّكُمْ تَنْطِقُون » [الذاريات : 23] ، ففي هذه الآية الكريمة استعمل القرآن القسم ، وإنَّ ، واللام المزحلقة الداخلة على خبر إن ، وأصلها لام ابتداء تفيد التوكيد . لأن المقام مقام محاججة للمشركين الذين ينكرون القرآن الكريم .
أدوات توكيد الخبر :
1- إنَّ و أنَّ : ومعناهما التوكيد ، وتحمل كل واحدة منهما فعل أؤكِّد ولذلك قيل في إعرابها : حرف مشبه بالفعل . كقوله تعالى : « إنَّ الَّله عَلِيمٌ خَبيرٌ » [لقمان : 34] و « أنَّ الَّلهَ رَؤُوفٌ رَحيم » [النور : 20]
2- لام الابتداء : وذلك كقوله تعالى « لَيوسفُ و أخوه أحبُّ إلى أبينا منا ونحن عصبة » [يوسف : 8]
3- أحرف التنبيه : كالهاء الداخلة على أسماء الإشارة : {هذا – هذه - .....} ، {هاأنتم – هؤلاء .......} ، و{يا – أما – ألا .....}
4- أحرف القسم : وهي الواو – الباء – التاء .كقولك (والله وبالله وتالله).كقوله تعالى : « والتين والزيتون »[التين: 1 ] وقوله : « وتالله لأكيدَنَّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين » [الأنبياء : 57 ]
5- نونا التوكيد : كقوله تعالى « ليُسْجَنَنَّ وليَكُوناً من الصَّاغِرين » [يوسف :32 ]
6- الحروف الزائدة : وهي الباء التي تكثر زيادتها في خبر (ليس) و(مِنْ) إذا سبقت بنفي أو استفهام ودخلت على نكرة . كقوله تعالى : « أليَس الله بأحكم الحاكمين » [التين : 8 ] ، وكقوله : « وما من إله إلا الله » [آل عمران : 62]
7- تكرار الكلمة : وذلك كقوله : « الحاقَّة ما الحاقَّةُ » [الحاقة : 1-2] ، وقوله :« القارعة ما القارعة » [القارعة : 1-2] ، أو تكرار الجملة ، كقوله تعالى : « كلا سوف تعلمون ، ثم كلا سوف تعلمون » [التكاثر : 3-4]
8- أما الشرطية التفصيلية :كقوله تعالى : « فأما من آمن وعمل صالحاً » [الكهف : 88]،وقوله :« فأمَّا الإنسانُ إذا ما ابتلاه ربه »[الفجر : 15]
9- ضمير الفصل : كقوله تعالى : « أصحابُ الَجنَّةِ هُمُ الفائزون » [ الحشر : 20] ، وقوله « اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ » [البقرة : 35]
الإنشاء
تعريفه : هو الكلام الذي لايحتمل الصدق والكذب ، ولايصح أن يقال لقائله : إنه صادق أو كاذب .
أنواعه :
1- الإنشاء الطلبي : ما يطلب به حصوله شيء ، يكن حاصلاً وقت الطلب ويكون بصيغ الأمر ، والنهي ، والاستفهام والتمني ، والنداء
2- الإنشاء غير الطلبي : مالا يطلب به حصول شيء ، وله صيغ كثيرة منها : التعجب ، القسم ، والمدح ، الذم ، الترجي .
آ- أنواع الإنشاء الطلبي :
أولاً – الأمر : ما يطلب به حصول شيء لم يكن حاصلاً وقت الطلب ويجب أن يكون طالب الشيء أعلى منزلة من المطلوب منه ، ويكون على وجه الإيجاب .
آ- صيغ الأمر:
أ- فعل الأمر : كأن تقول : يا آيها الطالب تعهَّد دروسك وقم بواجبك ، ويا آيها الجندي احرُسْ وطنك . وقوله تعالى على لسان لقمان : « يا بني أقِمِ الصَّلاةَ وأمرْ بالمعروف وانْه عَنِ المُنْكَرِ » [لقمان : 17]
ب- المضارع المقرون بلام الأمر : كقولك : لِتفعلِ الخير كي ترضي ربك ، وترفع شأن أمتك ، ولْتَسْعَ في طلب الرزق ، كي تنفق على نفسك و أهلك ، وقوله تعالى : « وَلْيستفف الذين لايجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله » [النور : 33] .
ت- اسم فعل الأمر ، وذلك نحو : صَهْ ، بمعنى اسكت ، ومَهْ ، بمعنى اكفف ، وايهْ ، بمعنى زِدْني ، وعليك بمساعدة المحتاجين و الفقراء ،و إليك عني ابتعد ... وقوله تعالى : « وبالوالدين إحساناً » [البقرة : 83]
ث- المصدر النائب عن فعله : نحو قوله « فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب » [محمد : 4]
ب- خروج الأمر عن معناه :
1- الالتماس : وذلك إذا كان الطالب والمطلوب منه على درجة واحدة ، كأن يطلب الصديق من صديقه شيئاً ، كأن تقول لصديقك : أعرني قلماً ، وساعدني في حمل المتاع ... الخ .
2- الدّعاء : ويكون من الأدنى منزلة إلى الأعلى منزلة ، وذلك كقوله تعالى : وعلى لسان ابراهيم عليه السلام « ربنا اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب » [ابراهيم : 41] ، وقوله : « ربِّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين » [المؤمنون : 118]
3- الإرشاد : وهو طلب لاإلزام فيه : وذلك كقول لشاعر : دَعِ الأيَّامَ تَفْعَلْ ما تشاءُ وطِبْ نَفْساً إذا حَكَمَ القَضَاءُ وكُنْ رَجُلاً على الأهوالِ جَلْداً وَشِيمتُك المروءَةُ و الوَفَاءُ
4- التمني : كقول الشاعر : (الوافر) ألا ليتَ الشَّبابَ يَعودُ يَوْماً فأخبرَه بما فَعَلَ المَشيبُ ألا أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجلِ بِصُبْحٍ وما الإصْباحُ مِنْكَ بأمْثَلِ
5- التعجيز : وذلك كقوله تعالى : « قل كونوا حجارةً أو حديداً أو خَلْقاً مما يكبر في صدوركم » [الإسراء : 50 – 51] ، وقوله : « يا معشر الجن والإنس إنِ استطعتم أنْ تَنْفُذوا مِن أقطار السموات و الأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان » [الرحمن : 33]
6- التهديد : وذلك كقول الشاعر (الوافر) إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي ، فاصنع ماتشاء. وكقوله تعالى : «فمن شاءَ فليؤمن ومن شاء فليكفر » [الكهف : 29]
ثانياً – الاستفهام : وهو طلب العلم بشيءٍ غيرِ معلومِ مِنْ قبلُ.
آ- أدواته :
1- الهمزة : ويستفهم بها عن المفرد و الجملة ، ويأتي الاسم المستفهم عنه بعدها ويذكر له معادل مسبوق بأم ، وذلك نحو :أخالد فتح الحيرة أم سعد؟ وقوله تعالى : « آلله خيرٌ أم مايشركون » [النحل : 59] ، ومثالها مع الجملة : قوله تعالى : « أجئتنا لنعبد الله وحده » [الإعراف : 70] ، وقوله :« أتذرُموسى وقومَه ليفسدوا في الأرض » [الأعراف : 127] وهو حكاية عن الملأ من قوم فرعون .
2- هل : وهي لا يستفهم بها إلا عن الجملة ،و ذلك كقوله تعالى : « فارجع البصر هل ترى من فطور » [تبارك : 3] ، وقوله : « هل ثوِّب الكفارُ ما كانوا يفعلون » [المطففون : 36] ،ولا يذكر معها المعادل (أم). تقول : هل أنت قادم ؟
3- من : يستفهم بها عن العاقل : تقول : من جاءك اليوم ؟
4- ما : يستفهم بها عن غير العاقل : تقول : ما تعمل الآن ؟
5- متى وأيان :يستفهم بهما عن الزمان :كقوله تعالى:« متى نصر الله »[البقرة : 214] « وأيان مرساها »[النازعات : 42]
6- أين: للمكان : كما نقول : أين وضعت الكتاب ؟
7- كيف للحال : كقولك : كيف جاء خالد ؟
8- كم للعدد : كقولك : كم كتاباً قرأت ؟
9- أنَّى تكون بمعنى : كيف وبمعنى (من أين) وبمعنى (متى) كقوله تعالى : « أنى يكون له ولد » [ آل عمران : 47]
10- أيّ : وهي تصلح للجميع وهي بحسب ما تضاف إليه.
ب- خروجه عن معناه الأصلي : يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي ، ويفهم من السياق .
1- النفي : كقول الشاعر : (الطويل) هَلِ الدَّهْرُ إلَّا ساعةٌ ثم تَنْقضي بما كان فيها من بلاءٍ ومِنْ خَفْضِ. أي : ما الدهر إلا ساعة ، أو ليس الدهر ....
2- الإنكار : كقوله تعالى : « أ إله مع الله قليلاً ما تذكرون » [النحل : 62] ، وقوله أيضاً : « أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون » [النحل : 54]
3- التقرير : وذلك قوله تعالى : « أليس الله بأحكم الحاكمين » [الزيتون : 8] ، وقوله أيضاً : « أليس الله بكافٍ عبده » [الزمر : 36] فالقصد هنا التقرير وليس الاستفهام ، وعليه قول الشاعر جرير (الوافر) : أَلَسْتمُ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الَمطايا وأنْدَى العَالَمينَ بُطُونَ رَاحِ
رابعاً : التمني : وهو طلب أمر محبوب تميل إليه النفس ، ولكنه لايرجى حصوله ، إما لكونه مستحيلاً ، وإما لكونه بعيد التحقيق .
آ- أدواته :لفظه الذي وضع له هو (ليت) وقد يتمنى بـ (لو – هل – لعلَّ ) وذلك كقوله تعالى : « فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين »[الأنعام : 27] ، وقوله أيضاً « ياليت لنا مثل ما أوتي قارون »[القصص :79] ومن التمني بـ (لو) قول الشاعر : (الكامل)
وَلَّى الشَّبابُ حميدةً أيَّامُه لَوْ كانَ ذلكَ يُشْتَرى أو يَرْجعُ
واستعمال (لو) تشعر بعزة المطلوب وندرته . ومن التمني بـ (هل ) قوله تعالى : « فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا » [الأعراف : 53] ، وجاء التمني بـ (لعلَّ) في قوله تعالى : « ياهان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب » [غافر : 36]
خامساً : النداء :تعريفه : هو دعوة المخاطب للإقبال على المنادى بذكر اسمه ، أو صفة من صفاته بواسطة أداة من أدوات النداء .
آ- أدواته : {يا – أيا – الهمزة – أيْ – وا – آيْ – هيا – آ } وينادى القريب بـ ( أيْ) والهمزة ، والبعيد بـ (أيا – وهيا – وا ) و(يا) لكل منادى ، قريباً كان أو بعيداً أو متوسطاً ، و (وا) للندبة ، وتتعيَّن (يا) لنداء اسم الله تعالى فلا ينادى بغيرها ، كما تتعين للاستغاثة ، فلا يستغاث بغيرها. وقد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بـ (أيْ) والهمزة إشعاراً بأنه قريب من القلب على الرغم من بعده . وربما ينزل القريب منزلة البعيد ، للإشارة إلى عظم قدره ، أو انحطاط شأنه ، أو لإشعار السامع بأنه منشغل عنك ، معتبره كأنه غير حاضر.
ب- خروجه عن معناه : وتفهم المعاني التي يخرج للنداء ومنها :
1- الملامة والزجر : كقول الشاعر : (الخفيف) أفُؤادِي مَتَى المتابُ أَلمَّاً تصحُ والشَّيْبُ فَوْقَ رأسي ألماً
2- التحسُّر والتوجُّع : كقول الشاعر : (البسيط) يادُرَّةً نُزِعَتْ مِنْ تاجِ وَالدِها فأصْبَحَتْ حِلْيةً في تاجِ رِضْوانِ
3- الإغراء : كقولك للجندي في المعركة : ياشجاعُ تقدَّم
4- الاستغاثة: وهي نداء من يعين على دفع بلاء أو شدة . كما في قولك : {يالَلَّهِ لِلضُّعفاءِ } ولا يستعمل في الاسغاثة إلا (يا) ولا يجوز حذفها ولاحذف المستغاث . وأما المستغاث له ، فيجوزُ حذفُه.
5- التعجب : وهو كالمستغاث في أحكامه ، كقولك : {ياَلَّناسِ} تتعجب من كثرتهم ، وهذه اللام زائدة والاسم المجرور لفظاً في محل نصب على النداء
6- الندبة : وهي نداء المتفجع عليه أو المتوجَّع منه ، نحو : {واحسرتا ، واكبداه} ولا يستعمل (يا) إذا لم يلتبس مع النداء الحقيقي ، ولا يكون المنادى المندوب إلا معرفة غير مبهمة .
علم البيان
قد يلجأ المتكلم إلى وسائل بيانية في الكلام ، كي يوضح حقيقة من الحقائق ويجعلها قريبة من ذهن المخاطب ، ومنها :
التشبيه
وهو بيان مشاركة شيء أو أشياء لغيرها في صفة أو أكثر بأداة من أدوات التشبيه لغرض من الأغراض .
أ- أدواته : يستعمل في التشبيه {الكاف - كأن – مثل – شِبه – حاكى – شابَهَ – يضارع – يماثل }
ب- أركان التشبيه : للتشبيه أربعة أركان : 1- المشبَّه 2-المشبَّه به 3- أداة التشبيه 4- وجه الشبه.
كما تقول : خالد كالأسد في الشجاعة . فخالد : مشبَّه – والأسد : مشبه به – الكاف : أداة التشبيه – الشجاعة : وجه الشبه . وإذا ذكرت الأركان كلها في الكلام ، كما في المثال ، سمي تام الأركان.
أنواع التشبيه :
1- التشبيه المرسل : وهو ما ذكرت فيه أداة التشبيه ، نحو : هو كالأسد شجاعة ، وكالغيث كرماً.
2- التشبيه المؤكد : وهو ما حذفت منه أداة الشبيه ، نحو : هو أسد في الشجاعة ، وبحر في الكلام ، وغيث في الكرم.
3- التشبيه المجمل : وهو مالم يذكر فيه وجه الشبه ، كقولك زيد كالأسد ، عمرو كالبحر ، وأنت كالغيث.
4- التشبيه المفصَّل : وهو ما ذكر فيه وجه الشبه ، نحو : عليًّ كالبحر في الكرم .
5- التشبيه البليغ : وهو تشبيه حذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه وذلك نحو : زيد أسد ، وعمرو بحر .
6- التشبيه التمثيلي : وهو ما كان وجه الشبه صورة منتزعة من متعدد كقول الشاعر : (الكامل )
والبَدْرُ في كَبِدِ السَّماءِ كدِرْهَمٍ مُلْقىً على دِيباجَةٍ زَرْقاءِ
7- التشبيه الضمني : وهو أن يلمح المشبه و المشبه به من الكلام ،كأن يصرح بها تصريحاً ، كقول الشاعر (المتقارب) :
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الهوانُ عليهِ مالجُرحٍ بميِّتٍ إيْلامُ
حيث فهم من البيت أن من اعتاد على الهوان ، كالميت في عدم الإحساس .
8- التشبيه المقلوب : وهو أن يصبح المشبه به مشبهاً ، والمشبه مشبهاً به ويستعمل للمبالغة في تأكيد الصفة في المشبه.
كأن تقول : الأسد كخالد ، والبحر كعليٍّ ، وكأن خالداً أصبح الأصل في تحقق صفة الشجاعة به. ومنه قول لشاعر (الكامل) :
وَبَدا الصَّباحُ كأنَّ غُرَّتَه وَجْهُ الخَليفَةِ حِيْنَ يَبْتَسِمُ
أغراض التشبيه : للنشبيه أغراض نذكر منها :
1- بيان حال المشبَّه ، كقول النابغة يمدح النعمان (الطويل)
فإنَّك شَمْسٌ والمُلوكُ كَواكِبٌ إذا طَلَعَتْ لم يَبْدُ مِنْهُنَّ كوكبُ
2- بيان إمكان المشبَّه : كقول البحتري (الوافر)
دَنَوْتَ تواضعاً وعَلَوْتَ مجداً فَشأناكَ انحدارٌ وارْتفاعُ
كذاكَ الشَّمسُ تبعُدُ أنْ تُسَامَى يَدْنو الضَّوءُ مِنْها و الشَّعاعُ.
وضرب مثلاً لتوضيح الصفتين المتناقضتين ، وهما القرب و البعد
3- بيان مقدار حال المشبه ، كقول المتنبي في وصف الأسد (الكامل):
ماقُوبِلَتْ عَيْنَاهُ إلاَّ ظُنَّتا تَحْتَ الدُّجَى نارَاالفريق حُلُولا .
فقد شبَّه عيني الأسد المحمرتين بالنار ليبيِّن مقدار الاحمرار وعظمه .
4- تزيين المشبَّه : وذلك للترغيب فيه ،كقول الشاعر (مجزوء الكامل)
سَوْداءُ واضِحَةُ الجَبيـ ـنِ كمُقلَةِ الظَّبي الغريرِ
حيث شبه سوادها بسواد مقلة الظبي تحسيناً لها .
5- تقبيح المشبه : كقول المتنبي (الكامل)
وَ إذا أشارَ مُحدِّثاً فكأنَّه قِرْدٌ يقَهْقِهُ أو عَجُوزٌ تَلْطُمُ
فشبهه بصورة كريهة تنفر منها النفس .
الحقيقة والمجاز
- الحقيقة : هي استعمال اللفظ بمعناه الأصلي الذي وضعت له في اللغة .
- المجاز : هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له ، لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي .
والأصل حمل الكلام على حقيقته ، ولايصار إلى المجاز إلا إذا تعذر حمله على حقيقته . فإذا قلت : رأيت بحراً يعطي المحتاجين.
فكلمة (بحر) غير مستعملة لمعناها الحقيقي ، لوجود قرينة (يعطي) وهذه تسمى قرينة لفظية ، وقد تكون القرينة حالية تفهم من سياق الكلام وتدرك بالعقل كقول المتنبي في سيف الدولة (الكامل):
عَيْبٌ عَلَيكَ تُرى بسَيْفٍ في الوغى ما يَفْعلُ الصَّمصامُ بالصَّمْصَامِ
فالصمصام هو السيف ، إلا أن الأولى منها أراد بها سيف الدولة نفسه ، و الثانية أراد بها السيف ، وهذا مفهوم من سياق الكلام.
ومن المجاز قولك : سال الوادي ، والمراد ماء الوادي ، ومنه قوله تعالى : « واسأل القرية التي كنا فيها و العير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون » [يوسف : 82] ، والمقصود أهل القرية ، وأهل العير .
ومنه قوله تعالى :« يجعلون أصابعهم في آذانهم » [ البقرة : 19] ، والمقصود رؤوس أصابعهم لا أصابعهم كلها.
الاستعارة
الاستعارة : هي تشبيه حذف أحد طرفيه و المشبَّه يسمَّى مستعاراً له ، والمشبَّه به يسمَّى مستعاراً منه ، ووجه الشبه يسمَّى الجامع .
أقسام الاستعارة :
1- الاستعارة التصريحية : وهي ما صِّرح فيها بلفظ المشبه به ، كقول الشاعر :[الوافر]
يُؤَدون التَّحيةَ مِنْ بَعيدٍ إلى قَمَرٍ مِنَ الإيوانِ بادِ
حيث شبَّه الشاعر الممدوح بالقمر وحذف المشبَّه ، وصرَّح بالمشبَّه به على سبيل الاستعارة التصريحية .
2- الاستعارة المكنية : وهي استعارة حذف منها المشبَّه به ، والتصريح بشيء من لوازمه ، وذلك كقول الشاعر (الكامل) :
وإذا العنايةُ راقَبَتْكَ عُيونُها نَمْ فالَمخاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ
فقد شبَّه العناية بإنسان ، وحذف المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ، وهو العيون على سبيل الاستعارة المكنية.
الكناية
الكناية : هي لفظ يطلق ولايراد به لازم معناه ، مع جواز إرادة ذلك المعنى وتقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام :
1- الكناية عن صفة : كقولنا : فلان طويل النِّجاد . و النجاد حمائل السيف . وهي كناية عن طول قامته ، ويجوز أن يصرف الكلام إلى ظاهرة ، فلا مانع من ذلك . ويقال في وصف المرأة : بَعيدةُ مَهْوى القْرِط : كناية عن طول عنقها. ويقال : بنو فلان كثيرو الرماد ، ونارهم لاتطفأ . كناية عن الكرم. ويقال أيضاً : كلابهم لا تنبح الأضياف ، كناية على أنهم يُغشَون كثيراً ، فاعتادت كلابُهم دخول الناس عليهم ، فهي لاتنبح أضيافهم . ويقال : فلان طويل الباع.وهو كناية عن أن له يداً في تصريف الأمور ، وفي وجوه الخير
2- الكناية عن موصوف : وذلك عندما يراد من اللّفظ اسم ذات ، كقولنا : أبناء النّيل ، ونقصد المصريين . أبناء الفرات ونقصد العراقيّين .
3-الكناية عن نسبة :وذلك عندما نعطي الصّفة لما له علاقة بالموصوف كأن نقول : الكرم في بيت خالد .العفّة في ثوب عليّ